الخميس، 3 فبراير 2011

فشل العلاقات الزوجية بسبب العناد

في حديقة الحيوان، نظر الزوج إلى طائر صغير وأخذ يتأمله مع زوجته، ثم قال: ما أجمل هذا العصفور.
فأجابت الزوجة: عفوًا إنها عصفورة.
فقال الزوج: عصفور.
فقالت الزوجة: عصفورة.
وتشبث كل منهما برأيه، واحتدم الجدال، وتحول إلى مناقشة فمشاجرة لم تهدأ نارها إلا بعد وقت طويل.
وبعد مضي سنة تذكر الزوج هذه الحادثة فقال لزوجته ضاحكًا: أتذكرين تلك المشاجرة البلهاء بخصوص العصفور؟
فقالت: نعم أذكر، كادت أن تُحدث بيننا أزمة كبيرة بسبب عصفورة.
فقال الزوج: عصفورة!!، ولكنها لم تكن عصفورة، بل عصفور.
قالت: كلا، بل عصفورة.
واحتدم القتال من جديد!!، كم هناك من عصفور وعصفورة وراء المشاجرات!
إن الزوجين ما إن يدخلا بيتهما، إلا ولا مفر من وجود الخلافات بينهما حول بعض الأمور، ولكن ما يُفرِّق بين بيت سعيد وبيت يشوبه الضيق، هي كيفية مواجهة هذه الخلافات، فالزوجان السعيدان يتصرفان بذكاء اجتماعي كبير تجاه هذه الخلافات، فتجد الزوج يجلس مع زوجته ويضعا نقاط الاتفاق بينهما حول الموضوع، أما نقاط الاختلاف فيبدأون بالتوصل إلى حل وسط في سبيل استقرار البيت.
أما على النقيض، فهناك بعض الأزواج يكون العناد هو أساس التعامل، فالزوج يتشبث برأيه حتى لا يخدش ذلك كبرياءه ـ كما يظن ـ ويظهر أمام زوجته بمظهر الضعيف، وهي كذلك تظل متمسكة برأيها حتى لا تتنازل فتظهر أمام زوجها أنها ضعيفة الشخصية.
إن الخلافات والفشل في المواجهة ووجود بعض المشكلات أمر لا مفر منه بين الزوجين، فكلنا يميل لأن يرى الأمور بصورة مختلفة نوعًا ما، ونحن مقتنعون بأننا على حق، لدرجة تجعلنا نستخدم مناقشات الآخرين بصورة ندعِّم بها مواقفنا، وهذا مرده في المقام الأول أننا ننظر بصورة خاطئة للأمور وحتى عندما لا نكون على حق (فمن السهل أن نلقي باللائمة على شريك حياتنا، أو على موضوع ما، أو نقاش ما، أو خلاف ما أو حتى عدم اتفاق كمبرر لعدم سعادتنا، إلا أن الواقع يشهد أن الجاني الحقيقي في أغلب الأوقات هو عنادنا الشخصي، وعدم استعدادنا في التنازل عن حاجتنا أن نكون على صواب دائمًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق