الأربعاء، 2 فبراير 2011

أوباما يدعو لانتقال فوري للسلطة بمصر



عقب إعلان مبارك الليلة الماضية أنه لن يترشح لولاية ثانية ولن يتنحى قبل انتهاء ولايته في الخريف المقبل، تحدث أوباما معه عبر الهاتف لمدة نصف ساعة
وأكد أوباما لنظيره المصري أن عملية انتقال السلطة سلميا في مصر يجب أن تبدأ "الآن"، ولكن من دون أن يدعوه إلى التنحي فورا، مشددا على أنه ليس للولايات المتحدة أن تختار الرئيس المقبل لمصر.
وقال الرئيس الأميركي "ما هو واضح وقد أبلغته للرئيس مبارك إنني أعتقد أن عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي أن تكون ذات معنى وأن تتم في شكل سلمي وأن تبدأ الآن".
وأضاف "أيدنا علنا ضرورة التغيير وقد تحدثت مباشرة مع الرئيس مبارك بعد خطابه الليلة وهو يدرك أن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر وأن التغيير لا بد أن يحدث، وواقع الأمر أننا نحن الذين نخدم في موقع السلطة السياسية ندرك جميعا أننا نفعل ذلك بإرادة شعبنا وقد عرفت مصر خلال آلاف السنين الكثير من لحظات الانتقال وتخبرنا أصوات الشعب المصري أن هذه واحدة من تلك اللحظات هذا واحد من تلك الأوقات".
الجيش

وتطرق أوباما أيضا إلى الدور الذي يضطلع به الجيش المصري في هذه الأزمة وقال "أريد أن أشيد بالجيش المصري على ما أبداه حتى الآن من كفاءة مهنية وروح وطنية من خلال السماح بالاحتجاجات السلمية مع حماية الشعب المصري".

وتابع "في الوقت نفسه رأينا دبابات تغطيها شعارات وجنودا ومحتجين يتعانقون في الشوارع وانطلاقا من هذا أحث الجيش على مواصلة جهوده للمساعدة في ضمان أن يمر وقت التغيير هذا سلميا".

وقال الرئيس الأميركي "نحن نؤيد حقوق الشعب المصري في حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الحصول على المعلومات وقد رأينا من جديد الإمكانية الهائلة التي تقدمها التكنولوجيا لتمكين المواطنين وكرامة من ينهضون لتحقيق مستقبل أفضل، وبناء على هذا ستواصل الولايات المتحدة تأييدها للديمقراطية والحقوق العالمية التي يستحقها جميع البشر في مصر وفي شتى أنحاء العالم".

قرارالشعب


وفي رسالة ضمنية بشأن حدود الدور الأميركي في تلك المرحلة قال "الآن ليس من دور أي بلد آخر أن يحدد لمصر زعماءها فالشعب المصري هو وحده الذي يمكنه أن يفعل ذلك".
وأضاف "فضلا عن ذلك ينبغي أن تشمل العملية طيفا واسعا من الأصوات المصرية والأحزاب المعارضة وينبغي أن تؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة وينبغي أن تسفر عن حكومة لا تستند إلى مبادئ ديمقراطية راسخة فحسب بل ينبغي أن تستجيب لتطلعات الشعب المصري".
وتابع "ستواصل الولايات المتحدة طوال هذه العملية مد يد المشاركة والصداقة لمصر ونحن مستعدون لتقديم أي عون لازم لمساعدة الشعب المصري وهو يعالج عواقب هذه الاحتجاجات، وعلى مدى الأيام الأخيرة كان ما أبداه شعب مصر من شغف ومن كرامة إلهاما للشعوب في شتى أنحاء العالم بما في ذلك هنا في الولايات المتحدة ولكل من يؤمنون بحتمية الحرية الإنسانية".
ووجه أوباما حديثه إلى الشعب المصري قائلا "نحن نسمع  صوتكم ولدي اعتقاد راسخ بأنكم ستحددون مصيركم بأيديكم وتمسكون بما تبشر به اللحظة من مستقبل أفضل لأولادكم وأحفادكم وأقول ذلك كشخص ملتزم بالمشاركة بين الولايات المتحدة ومصر".
وأضاف "ستكون هناك أيام صعبة وكثير من الأسئلة بخصوص مستقبل مصر ما زالت دون إجابة، لكنني واثق من أن الشعب في مصر سيجد هذه الإجابات وتلك الحقيقة يمكن أن نراها في الحس المجتمعي في الشوارع ويمكن أن نراها  في الأمهات والآباء الذين يعانقون الجنود ويمكن أن نراها في المصريين الذين شبكوا أذرعهم لحماية المتحف الوطني، جيل جديد يحمي الكنوز الأثرية وسلسلة بشرية تربط بين حضارة قديمة وعظيمة وبين الوعد بعهد جديد".
تداعيات
من جهته قال المساعد السابق لوزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن إنديك إن عدم الاستقرار في مصر سيكون له تداعيات على أجزاء أخرى في المنطقة.
وأوضح إنديك في اتصال مع الجزيرة أن زعزعة هذا الاستقرار سيلحق ضررا بالغا بالمصالح الأميركية خاصة فيما يتعلق بتدفق النفط بأسعار معقولة.
كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية تدرك أنها لا تستطيع أن تقف في طريق مطالب ملاييين المصريين برحيل مبارك.
وكان يوم أمس الثلاثاء يوما حافلا للدبلوماسية الأميركية في مصر التي تعتبر أحد أهم دعائم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
وسلم سفير أميركي سابق في القاهرة رسالة من أوباما إلى نظيره المصري طلب فيها منه عدم الترشح إلى الانتخابات المقبلة المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل في حين تحادثت السفيرة الأميركية الحالية في القاهرة مارغريت سكوبي مع محمد البرادعي، أحد أبرز وجوه المعارضة المصرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق