الخميس، 5 مايو 2011

قصة بلعام الذي كفر

هذه قصة من القصص القرآنيه لكنها قصه من اعجب العجب فهي


قصة انسان اتاه الله تعالى اياته


وفضله على كثير من خلقه وجعله قدوه ومثال لغيره



وبكل جهل ينسلخ ذلك الاحمق من آيات الله ، ويخلع نفسه من

الايمان ؛ ليهوى فى الكفر والالحاد ..





إنه عبرة ومثل يضرب لكل من انحطت نفسه ، وخارت عزيمته ، ولم

يقدر نعمة الهداية والايمان


حق قدرها ، فهوى الى اسفل سافلين فى الدنيا ، وهوى جحيم الآخرة ..



انه (بلعام) .. (بلعام بن باعوراء) ..



قالوا أن بلعام بن باعوراء كان حبرا من احبار بنى اسرائيل فى زمن النبى ((موسى)) عليه السلام ..



وإنه قد تلقى العلم .. علم التوراة على يدى نبى الله (موسى)عليه


السلام ، وإن (موسى) عليه السلام هو الذى رباه وعلمه ، حتى

صار من اعلم علماء بنى اسرائيل ..



وقد بلغ ((بلعام)) من العلم درجة لم يبلغها إلا الانبياء

والصديقون ..



ومن غزارة علمه ومعرفته وتقواه ، كان الالاف يتلقون عنه العلم فى

مجلس واحد ، وبكتبون كل ما يسمعونه منه ..



ومن آيات الله (تعالى) على ((بلعام)) انه كان طاهرا مجاب

الدعوة .. وكان يعرف اسم الله (تعالى) الاعظم ، الذى اذا دعى

به اجاب ، واذا سئل اعطى ..



ثم ضل ((بلعام)) بعد هدى .. وكفر بعد ايمان ..



اضله الله (تعالى) بعد علم ، واعمى بصيرته بعد نور ، فكان

((بلعام )) اول انسان على وجه الارض يؤلف كتابا ينطق بالكف

ر من اول سطر الى آخر حرف .. كتابا يزعم فيه ان الكون ليس

له اله ، وان العالم ليس له صانع ..



ولكن كيف كانت قصة كفر ((بلعام)) والحاده ؟!


قيل ان نبى الله (موسى) عليه السلام قد ارسل ((بلعام)) الى

اهل ((مدين)) ليدعوهم الى الايمان ، وتوحيد الواحد الاحد ..



فلما ذهب اليهم ((بلعام)) برسالة (موسى) عليه السلام ، اغروه


بالمال والهدايا الكثيرة وعرض الحياة الدنيا الزائل ، وقالوا له :



اترك دعوة (موسى) ولا ترجع اليه ، ونحن نقدم لك كل هذه

الهدايا والاموال ؛ فتعيش بيننا غنيا كواحد منا ، بل رئيسا علينا ..



وعرض عليه ملك مدين الكافر ان يزوجه بأجمل النساء من بنات


قومه ، ويقدم له الكثير من الهدايا والاموال ، فى مقابل أن يترك

دين الحق ويهجر دعوة موسى ، ويتخلى عن دينه ؛ لينضم اليهم فى

كفرهم ضلالهم فقبل ذلك وضل بعد علم

ولقد شبه الله (تعالى) بلعام فى دناءته وحقارته بالكلب فى أخس

واحقر حالاته ، وليس فى امانته ويقظته وحراسته وحبه لسيده

وتفانيه فى خدمته ، وفدائه له بنفسه ، وانما شبه بالكلب فى تعبه

ولهثه وشقاوته ..

و ((بلعام بن باعوراء)) هو مثل لكل من اتاه الله (تعالى) اياته

وعلمه العلم النافع ، فترك العمل به ، واتبع هواه ، وآثر سخط الله

(تعالى) على رضاه ، ودنياه على اخراه ؛ ولذلك شبهه بالكلب ..


ولكن لماذا شبهه بالكلب ، دون غيره من الكائنات ؟!

لأن الكلب همته لا تتعدى بطنه ..

قال (تعالى)


{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ}


لكم جل الاحترام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق